معبر كرم أبو سالم هو المعبر التجاري الأساسي في قطاع غزة، والمعبر الوحيد مع إسرائيل، وهو بمثابة شريان الحياة بالنسبة لسكان قطاع غزة. في كل يوم تدخل إلى غزة مئات الشاحنات التي تحمل منتجات أساسية، مواد خام للصناعة، معدات طبية، منتجات غذائية، مواشي، فواكه، وقود، مواد بناء وغيرها. وفق معطيات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني يتضح أن قيمة البضائع التي يتم شرائها من وكلاء أو شركات إسرائيليّة (بالإنجليزية) تشكل أكثر من %80 من مجمل قيمة السلع التي تدخل إلى غزة عبر المعبر. يعتمد المزارعون، أصحاب المصانع والتجار في غزة (والذين يشغّلون الآلاف من العمال في القطاع) على معبر كرم أبو سالم لتسويق بضائعهم، خاصة الى الأسواق الطبيعة بالنسبة لهم: الضفة الغربية، وإسرائيل وأيضًا لدول الخارج. السيطرة على المعبر، على بنيته التحتية، وعل كل ما ينقل من خلاله – كم ومتى – في كلا الاتجاهين، هي بالأساس بيد إسرائيل.
تعتمد ورقة المعلومات هذه على عدة سنوات من متابعة النشاط في معبر كرم أبو سالم، على تحليل مسار نقل البضائع عبره، وعلى دراسة محدّثة حول الظروف في المعبر والرسوم التي يتم جبايتها فيه. نشرنا على مدار السنوات الماضية دراسات حول التقيدات المفروضة على الحركة والتنقل وتأثيرها على القطاعات الإنتاجيّة في قطاع غزة، كما نقوم بنشر تحديث حول هذه المواضيع بشكل متواصل. في ورقة المعلومات هذه، نحاول تقدير التكاليف النابعة من كون معبر كرم أبو سالم هو المعبر التجاري الوحيد الذي يربط غزة مع الضفة الغربية وإسرائيل، والصعوبات الناجمة من موقعه الجغرافيّ الإشكاليّ، الواقع في نقطة التماس الجنوبية القصوى بين غزة وإسرائيل، البعيدة عن المراكز الصناعيّة والتجاريّة. وبالإضافة إلى تناول البنى التحتية الناقصة في المعبر، تتناول هذه الورقة التكاليف الناجمة عن السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بمراقبة عبور البضائع والمصادقة عليها.
يشمل ملخص هذه الورقة اقتراحات عمليّة لتحسين الظروف، وعلى رأسها المطالبة فتح معابر تجاريّة إضافيّة. علاوة على ذلك، ثمّة ضرورة لإجراء تحسينات في المعبر نفسه، مثل غرف للتخزين والتبريد، ومناطق محميّة لتفريغ السلع الحسّاسة لتغيّرات الطقس. كما من الجدير تعديل الطريقة المعقّدة المستخدمة لنقل البضائع داخل المعبر، والسماح بنقل الحاويات. على ضوء التجارب السباقة، نحذّر من اغلاق المعبر كإجراء عقابي.