مبادرون وأصحاب مصالح تجارية صغيرة في قطاع غزة يتحدثون عن العقبات التي تقف بينهم وبين تحقيق نجاح كبير. ماذا يجب أن يحدث لفتح المجال أمامهم
يتناول هذا التقرير وضع المصالح التجارية الصغيرة في القطاع الخاص في قطاع غزة، على ضوء الأوضاع الاقتصادية الصعبة هناك، والتقييدات الصارمة التي تفرضها إسرائيل على تنقل الأشخاص ونقل البضائع من وإلى غزة، والصعوبات التي تراكمها جهات أخرى والتي تؤثر على المناخ الاقتصادي والسياسي. رغم معدلات البطالة المرتفعة وغياب الأفق السياسي، يبادر الكثير من الأشخاص من مختلف مناحي الحياة في قطاع غزة إلى إنشاء وتسيير مصالح تجارية صغيرة في مجالات متنوعة. توفر هذه المصالح الصغيرة فرص عمل، وتحفز الاقتصاد، وتتيح للرجال والنساء تحقيق طموحاتهم الشخصية والمهنية. حتى لو كان لكل مصلحة صغيرة أو متوسطة تأثير قليل على المؤشرات الاقتصاديّة الكبرى، مثل الناتج المحلي الإجمالي، والاقتصاد السليم والصحي، فإن الاقتصاد في غزة، كما في كل مكان آخر في العالم، يعتمد بشكل كبير على ازدهار المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة في العديد من مرافق القطاع الخاص.
رغم التغييرات الطفيفة التي حلت على سياسة الإغلاق التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة منذ العام 2007، والذي في إطاره تقوم بفحص، أو بالأساس منع، دخول وخروج أي رجل، امرأة وحتى شاحنة بضائع إلى قطاع غزة ومنها، فهنالك عدد قليل من الفلسطينيين الذين يستوفون المعايير الضيقة التي تحددها إسرائيل لتقديم طلب الحصول على تصاريح التنقل بين غزة وإسرائيل والضفة الغربية والعالم. القلائل الذين يستوفون المعايير الإسرائيلية يشكلون نسبة ضئيلة من التجار أصحاب النشاط الاقتصادي الكبير، والمرضى المحتاجين لعلاج لإنقاذ الحياة غير المتوفر في قطاع غزة، وممن تصنفهم إسرائيل “حالات إنسانية استثنائية”: الأشخاص الراغبون بالمشاركة في زواج أو جنازة قريب من الدرجة الأولى، أو زيارة فرد من العائلة من الدرجة الأولى الذي يعاني من مرض خطير.
حتى استيفاء المعايير الإسرائيلية بحد ذاته لا يضمن إمكانية التنقل من قطاع غزة وإليها. فهنالك عدد غير متناهي من الطلبات للحصول على تصاريح تنقل يتم الرد عليها بعد فترات طولية، أو لا يتم الرد عليها، أو يتم رفضها. فحتى التجار الكبار القلائل الحاصلين على تصاريح إسرائيلية، والذين سبق أن خرجوا ودخلوا خلال سنوات ولهم علاقات تجارية مع رجال أعمال في إسرائيل وفي الضفة وفي العالم، كثيرًا ما يتم سحب تصاريحهم أو عدم تجديدها بحجة “المنع الأمني” المفاجئ، وبدون أي تسويغ أو إمكانية للاستئناف على الرفض.
حتى لو استمر فتح معبر رفح المؤدي إلى مصر، والذي كان مغلقًا لغالبية الوقت حتى شهر أيار الأخير، فإن التنقل عبره أيضًا متعلق باستيفاء المعايير الضيقة التي تحددها مصر، والتي لا تشمل الخروج بغرض العمل. علاوة على ذلك، فإن التنقل عبر معبر رفح لا يشكل حلًا لمن يحتاج الوصول إلى الأسواق في إسرائيل والضفة الغربية ولأجزاء أخرى من المجتمع والاقتصاد الفلسطيني.
جاء البحث الذي يعتمد عليه هذا التقرير بهدف تقصي وضع المصالح الصغيرة في قطاع غزة والتحديات الماثلة أمام أصحاب وصاحبات تلك المصالح. من أجل ذلك قمنا بإجراء مقابلات مع نساء ورجال يملكون مصالح تجارية صغيرة في قطاع غزة، من مختلف الفروع الاقتصادية: محلات حلويات، خياطة، هندسة برمجيات، تطريز، تصميم اكسسوارات، فني هواتف خليوية، صالونات شعر وتجميل، مركزة مشاريع في حاضنة تكنولوجية ومستشارة تسويق الكتروني. غالبية أصحاب المصالح الصغيرة الذين تحدثنا معهم (باستثناء العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات) يتلقون الدعم من مشروع مؤسسة Action Against Hunger، وهي مؤسسة خيرية دولية تحارب الجوع في أنحاء العالم. يحصل أصحاب المصالح التجارية في إطار هذا المشروع على مساعدة اقتصادية أولية واستشارة لبناء خطة عمل مستدامة.
ومن بين الأشخاص الذين أجرينا معهم مقابلات في إطار البحث، برز الحضور النسائي. نسبة البطالة في أوساط النساء في غزة ارتفعت لتصل أكثر من 70 بالمئة، ومن ضمن الأسباب لذلك هو أن إسرائيل تمنع خروج العمال من غزة، وسوق العمل فيها مشبع. وبالرغم من ذلك، وسعيًا لكسب الرزق وتحقيق الذات واستغلال المواهب، تبادر النساء إلى إقامة مصالح تجارية مختلفة، بدءً بحرف يدوية تقليدية وحتى مجال التكنولوجيا.
تكرر في المقابلات التي أجريناها طرح التحديات الرئيسة التي تواجه المبادرين المعنيين بتوسيع مصالحهم التجارية وبناء علاقات تجارية مع جهات في إسرائيل والضفة الغربية وخارج البلاد. واتضح أن المعلومات عن الإمكانيات القليلة المتاحة لهم في إطار نظام التصاريح المقيّدة، وكذلك المعلومات عن التقييدات نفسها، ليست في متناول اليد، مما ينتج أثر التثبيط؛ عدم استيفاء أصحاب المصالح والتجار للمعايير الضيقة التي تفرضها إسرائيل هو بمثابة سقف زجاجي يمنع ويعيق إمكانيات النمو؛ والبنى التحتية المعدومة في قطاع غزة تعيق هي الأخرى النمو السليم، عدم توفر إمكانية لإخراج بضائع بكميات قليلة، تقل عن حمولة شاحنة كاملة، مشاكل جباية الأموال من خارج غزة، إلى جانب عدم إمكانية التواجد في الأسواق القريبة للقاء الزبائن و والمسوقين، حضور دورات استكمال مهنية وحضور مؤتمرات مهنية – هي جميعها معيقات تتراكم وتشكل حواجزًا لا يمكنهم تخطيها.
تلخيصًا لهذا التقرير نشير إلى الخطوات التي ينبغي على إسرائيل اتخاذها بغية إزالة الحواجز التي تعيق، دون أية حاجة أو مبرر، نمو المصالح التجارية الصغيرة ونعرض أيضًا عوامل إضافية أدت إلى تضعضع الاقتصاد، من ضمنها تقييدات دولية على تحويل الأموال، تقليص كبير في الدعم الأمريكي لعمل المؤسسات التي توفر المساعدة مثل الأونروا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) التقييدات التي تفرضها مصر على التنقل عبر معبر رفح، وخطوة السلطة الفلسطينية بتقليص رواتب موظفيها سكان قطاع غزة.
يعيش نحو مليوني إنسان في قطاع غزة تحت التقييدات الصارمة على حرية الحركة والتنقل التي تفرضها إسرائيل، والتي تشمل الإغلاق البحري، الجوي والبري. يعيش سكان قطاع غزة في منطقة تتأرجح على شفا هاوية أزمة إنسانية، غارقون في اقتصاد متدهور، وعلى بنى تحتية متهالكة وتحت تهديد دائم باندلاع مواجهات عسكرية. عندما تم تشديد التقييدات المفروضة على حركة الفلسطينيين وفرض الإغلاق على قطاع غزة عام 2007، كان الهدف السياسي المعلن لدولة إسرائيل هو التسبب بإسقاط سلطة حماس في غزة.
عمليًا، التقييدات الجارفة التي تفرضها إسرائيل على حركة وتنقل الأشخاص والبضائع حتى اليوم، تلحق الضرر بالمقومات الأساسية لحياة سليمة لسكان قطاع غزة. الهدف الذي تم تشديد التقييدات من أجله فشل وما زال يفشل. كما فاقمت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة في العامين الأخيرين الأوضاع هناك بشكل ملحوظ. فالمصالح التجارية الصغيرة التي تعتمد على قدرة بيع المنتجات أو الخدمات للسكان المحليين، تواجه صعوبات في البقاء في ظل الظروف الاقتصادية القاسية. فيما يلي بعض التحديات الاقتصادية الأساسية التي تواجه أصحاب المصالح التجارية كما أفادوا لنا.
تراجع القوة الشرائية
في الربع الثالث من العام 2018 وصلت نسبة البطالة في قطاع غزة أعلى معدلاتها إذ بلغت نسبتها 54.9% (مقارنة مع 17.3% في الضفة الغربية)؛ نسبة البطالة في أوساط الشباب (حتى جيل 29 سنة) بلغت 71.1%. وأكثر من 70% من سكان قطاع غزة يتلقون مساعدات من مؤسسات إنسانية دولية بشكل أو بآخر. وعلى خلفية تقليص التمويل الأمريكي لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والإعلان عن وقف نشاطات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وعلى خلفية ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي الأساسي، ارتفع اعتماد سكان قطاع غزة، أكثر من أية وقت مضى، على المساعدات التي ما زالت تصل إلى قطاع غزة.
تقليص رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في عام 2017 والاجراءات الاقتصادية الأخرى التي فرضتها السلطة الفلسطينية في العامين الماضيين، أثرت بشكل خطير على السوق المحلي في غزة. إلى جانب التقييدات الجارفة التي تفرضها إسرائيل، نجمت أزمة سيولة نقدية حادة، وتضررت المصالح التجارية، وتفاقمت البطالة وتدنت القوة الشرائية.
شادي سلامة، صاحب محل لتصليح وبيع الهواتف الخليوية، قال إنه نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يميل السكان إلى شراء الاحتياجات الضرورية للحياة وعدم الصرف على الهواتف الخليوية، الأمر الذي يؤثر بالطبع سلبًا على مصلحته التجارية والمصالح المماثلة. حتى أولئك الذين يشترون الهواتف يفضلون شراء الأجهزة المستعملة على الجديدة، لأنها أرخص. غادة مدلل، صاحبة صالون شعر وتجميل، تقول: “قبل عامين كان الوضع أقل سوءًا؛ كانت النساء تأتي بشكل يومي. اليوم لا يوجد نقود مع النساء لأمور أصبحت تعتبر من الكماليات”. وتضيف المدلل التي تجني القليل من الأرباح لإعالة أسرتها: “لا يوجد مستقبل آمن، ونحن لا نعرف ماذا سيحصل في الغد”.
مصممة الاكسسوارات سوما النحال التي أقامت مصلحتها عام 2013 أخبرتنا انه في حينه كان هنالك طلب كبير على الاكسسوارات التي تصممها، لكن مع بدء أزمة الرواتب عام 2017، شعرت بتراجع ملحوظ على الطلب، تقول: “المصلحة التجارية الناجحة تنمو عادة مع الوقت، لكن في غزة يحدث العكس. حتى لو كان الزبائن راضون عن المنتج الذي تبيعنه، فأنت مضطرة بسبب عدم توافر النقود في السوق لتقليص حجم الإنتاج، أو حتى إغلاق المصلحة في الكثير من الحالات”. في البداية وصلت أرباح مصلحة النحال التجارية إلى 800 حتى 1000 شاقلا في الشهر، أما اليوم فهي تربح بصعوبة 300 شاقلا في الشهر. فوزية مبارك، صاحبة محل حلويات، تحدثت عن الضائقة الاقتصادية وتأثيرها على عملها: “الكثيرين في غزة قلقون بسبب إمكانية عدم القدرة على توفير الطعام الأساسي لأفراد الأسرة. يمر الناس من أمام الدكان، ينظرون، لكنهم لا يشترون”.
بسبب الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة تضطر الشركات من قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى البحث عن جمهور هدف خارج قطاع غزة. فاطمة عاشور، مديرة مشروع cooper8up، في الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (بيكتي)، تقول إن الشركات التي تعمل تحت هذا المشروع لا تعمل حاليًا مع زبائن من قطاع غزة؛ وبسبب الأوضاع الصعبة تضطر تلك الشركات للعمل مع شركات من الضفة الغربية والخارج فقط.
أزمة الكهرباء، والبنى التحتية المدنيّة الأخرى
أزمة الكهرباء المتواصلة والوضع المتردي للبنى التحتية المدنية الأخرى مثل: شبكة المياه، المجاري والصرف الصحي، تؤدي إلى نقص كبير في الموارد الأساسية التي تؤثر على مجال نشاط المصالح التجارية الصغيرة وعلى فرص الربح.
يؤدي النقص المزمن بالكهرباء في قطاع غزة إلى انقطاع التيار الكهربائي يوميًا لفترات متواصلة. يعيش سكان قطاع غزة على امدادات غير منتظمة وغير متوقعة، والتي تتراوح في العقد الأخير بين 12 وحتى 20 ساعة بدون كهرباء في اليوم. في شهر تشرين الأول 2018، وبعد الحصول على تمويل للوقود من قبل حكومة قطر، عادت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة لتشغيل أكثر من مولّد واحد من بين الأربعة المتوفرة لديها، بحيث تمكنت من تزويد الكهرباء للسكان بإمدادات دورية تصل إلى 8 ساعات مقابل 8 ساعات من القطع. وهو تحسن ملحوظ، لكن التبرعات لا تشكل حلا للمدى البعيد، وقد تنفجر الأزمة من جديد في كل لحظة بمجرد نفاذ الأموال.
تؤثر امدادات الكهرباء على المصالح التجارية بعدة أشكال. حنان خشان، مستشارة التسويق الإلكتروني، تحدثت عن أهمية توافر الإنترنت بالنسبة لمجال عملها: “لأن الإنترنت هو أمر مركزي في عملنا اضطررنا لاستئجار مكتب في بناية الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات “بيكتي”، لأن أمدادات الكهرباء هناك مضمونة يوميًا [من مولّد خاص – ﭼيشاه – مسلك]. وعلى الرغم من التكلفة العالية لاستئجار مكان عمل هناك، لكننا بحاجة لمكان آمن ومنظم، يوفر لنا الظروف المثلى لعملنا”. فاطمة عاشور، مديرة مشروع في “بيكتي”، والتي تعمل هي الأخرى في البناية نفسها، والمخصصة لموظفي قطاع تكنولوجيا المعلومات بشكل خاص، تقول: “بالتأكيد، وبسبب الأسعار المرتفعة لا يستطيع كل شخص استئجار مساحة في هذه البناية”.
مهندس البرمجيات محمد عودة قال إن لديه مكتبين وكل مكتب متواجد في منطقة مختلفة داخل غزة. وهو يعمل في كل مرة من المكتب الذي تتوافر فيه امدادات الكهرباء، وعندما ينقطع التيار الكهربائي ينتقل بسرعة إلى المكتب الآخر. “هذه لوجستيات معقدة للغاية، حيث عليك الاهتمام بشحن جميع الحواسيب وأنت لا تعرف متى سينقطع التيار الكهربائي، وكم من الوقت سيستمر ذلك”، قال محمد عودة.
الطلب للحصول على تصريح تنقل “لا يستوفي المعايير”
ثلاثة فقط من بين تسعة مبادرين الذين تحدثنا معهم خرجوا من قطاع غزة خلال حياتهم. التنقل المحدود عمدًا الذي تسمح به إسرائيل من وإلى قطاع غزة لغرض الأعمال التجارية والتطور الاقتصادي، يقع ضمن معايير خروج التجار، كبار التجار، وموظفي السلطة الفلسطينية. عمليًا، فإن إصحاب وصاحبات المصالح التجارية الصغيرة لا يستطيعون الحصول على تصريح تاجر.
الغالبية الساحقة من الرجال والنساء المشاركين في سوق العمل في قطاع غزة لا يستوفون المعايير الضيقة والتعسفية التي تحددها إسرائيل بخصوص حركة وتنقل الفلسطينيين. مهنيون من معظم المجالات، بما فيهم الأطباء والعاملين في مجال التربية، والأكاديميين، ورجال الأعمال، والمبادرين، والعاملين في تكنولوجيا المعلومات ومؤسسات المجتمع المدني، لا يمكنهم التقدم بطلب للحصول على تصريح خروج عن طريق معبر إيرز وفق المعايير الإسرائيلية. فهنالك عدد غير نهائي من طلبات الحصول على تصاريح من قبل مهنيين من مختلف المجالات التي تصطدم بالرفض من قبل السلطات الإسرائيلية، بحجة أن طلب التصريح “لا يستوفي المعايير”.
السفر عن طريق معبر رفح إلى مصر مشروط هو الآخر باستيفاء المعايير المصرية، ومنوط في أحيان كثيرة بتكاليف باهظة بسبب “رسوم التنسيق”، كما أن الطريق من معبر رفح إلى القاهرة، ومن هناك إلى خارج البلاد، طويلة ومحفوفة بمخاطر كثيرة، مما يشكل عوامل ردع أمام السكان.
حنان خشان بادرت لتأسيس مشروع لزيادة نسبة النساء المشاركات في سوق العمل. وقد توسعت هذه المبادرة وتطبق اليوم في دول أخرى، من بينها العراق، سوريا، لبنان والأردن. تقول خشان أنه منذ تأسيس هذا المشروع لم تتمكن من السفر للقاء شركائها وزملائها في دول الخارج. “أشارك عبر محادثات السكايب أو الهاتف، لكن هذا لا يكفي”. خشان هي المسؤولة عن تحضير المواد التربوية التي تدرسها النساء في إطار المشروع، وهي تحلم بلقاء من تلقين الدعم من المشروع. وفي هذا السياق قالت خشان: “كل لقاء مع النساء المستفيدات من المشروع، والشريكات في تطبيق المشروع، يمكن أن يساعدنا على تعزيز المشروع وزيادة نجاعته”.
انعدام الشفافية بخصوص آليات التنسيق
في أعقاب معارك قضائية خاضتها جمعيّة “جيشاه – مسلك” ومؤسسات أخرى، بدأت السلطات الإسرائيلية ذات الصلة (مكتب تنسيق الحكومة الاسرائيلي في المناطق، والوحدات المرافقة له والإدارة المدنية) تنشر باللغتين العربية والعبرية الإجراءات التي يتم بموجبها، ضمن أمور أخرى، اتخاذ قرار الرد على توجهات الفلسطينيين بخصوص طلبات التنقل أيضًا. حتى اليوم هنالك إجراءات لم تترجم بعد للعربية ولم يتم نشرها رسميًا كما هو مطلوب وفق القانون. وحتى الإجراءات المنشورة في موقع المنسق غير معروفة للفلسطينيين، والكثير من السكان لم ينكشفوا بالمرة على إجراء تقديم طلب تنقل.
سوما النحال، صاحبة مصلحة تجارية للاكسسوارات، لم يسبق لها الخروج من قطاع غزة، وتقول أنها لا تعرف إجراءات تقديم طلب لتصريح خروج. ولم تكن على علم بوجودها أصلًا. حنان خشان، من مجال التسويق الإلكتروني، خرجت مرة واحدة فقط في حياتها من قطاع غزة عن طريق معبر رفح إلى مصر، في رحلة ليست بهدف العمل. وهي لا تعرف إجراءات تقديم طلب للحصول على تصريح خروج، لكنها سمعت أن الإجراءات معقدة وطويلة. وهي تقول أن السكان يتنازلون مسبقًا عن عملية التنسيق لأنهم لا يعرفون الإجراءات وآليات التنسيق.
محمد عودة، مهندس برمجيات، خرج هو الآخر مرة واحدة فقط من قطاع غزة خلال فترة دراسته في الجامعة. ويقول أنه سُمح له بالسفر بفضل تدخل القنصلية الأمريكية التي تقدمت باسمه بطلب للحصول على تصريح. وكذلك بالنسبة للشبان الذين يستوفون المعايير، فهم يحتاجون عادة إلى مساعدة وتدخل هيئات دولية و/أو مؤسسات حقوق إنسان من أجل اجتياز المتاهة البيروقراطية لنظام التصاريح الإسرائيلي ولنيل حقهم الأساسي بحرية الحركة.
محاصرة العلاقات التجارية
في ظل انعدام القدرة على التنقل، أخبرنا أصحاب المصالح التجارية الصغيرة الذين تحدثنا معهم عن الصعوبات الكبيرة في تشكيل وتعزيز العلاقات مع أصحاب أعمال من نفس مجالهم ومع زبائن محتملين خارج غزة. وقالوا أن العلاقات التجارية المتطورة التي كانت بين أصحاب الأعمال من قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل والخارج قد تضررت بشكل كبير خلال تشديد الإغلاق ونتيجة المنع الجارف على تنقل السكان ونقل والبضائع الذي فرضته إسرائيل عام 2007.
انقطاع منتجات غزة المتواصل عن أسواقها الطبيعية، يشكل عاملًا رئيسيًا في شلل اقتصاد قطاع غزة، وهو نتيجة مقصودة لـ “سياسة الفصل” الإسرائيلية، التي سعت إلى اضعاف المجتمع والاقتصاد في غزة كهدف سياسي. غادة مدلل، صاحبة صالون للتجميل، تحدثت عن الإمكانيات المحتملة في حال إزالة التقييدات الجارفة، حيث تربط غزة والضفة الغربية علاقات عائلية وثقافية واقتصادية: “بمجرد فتح الأسواق، والسماح للسكان بالتنقل بين غزة والضفة الغربية وإسرائيل، سوف يأتي زبائن جدد، ويتعزز الاقتصاد، ويصبح بالإمكان تحقيق أرباح مالية”.
تقول النحال، صاحبة محل الاكسسوارات، أنها ترغب ببناء علاقات تجارية مع مصالح تجارية من الضفة الغربية، لكن لا يمكن تحقيق ذلك في ظل انعدام إمكانية اللقاء: “الطريقة الوحيدة المتاحة هي التواصل عبر الهاتف، أو النشر عن منتجاتي على الموقع الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، والمحاولة من خلال ذلك بناء علاقات مع المعنيين بهذه المنتجات من خارج قطاع غزة”. آية بريكة تحلم هي الأخرى بالسفر خارج قطاع غزة والتعرف على تجار وتاجرات من الضفة الغربية، كي تستطيع تطوير علاقاتها التجارية وزيادة حجم مبيعات ورشة الخياطة التي تديرها: “إذا حدث مثل هذا الأمر، فسوف اشتري ماكينات جديدة وسوف أوظف المزيد من العاملات”.
فاطمة عاشور، مديرة مشروع cooper8up، الذي يقوم نشاطه الأساسي على دعم المصالح التجارية الصغيرة، تحدثت هي الأخرى عن الحاجة إلى الخروج من قطاع غزة وزيارة الضفة الغربية. وتقول إنها في المرة الأخيرة التي زارت فيها الضفة الغربية تعرفت لأول مرة على مؤسسة تعمل في المجال نفسه، وأدركت مدى أهمية الخروج والتعرف على المزيد من المؤسسات والتعلم عن طرق العمل: “بإمكاننا التعاون في سبيل دفع بعض القضايا وتوسيع دائرة التأثير، بدل أن يعمل كل منا بمفرده”، وتضيف: “لكن لا يمكن لهذا أن يحدث طالما لا يُسمح لنا بالتنقل”.
بالإضافة، تقول عاشور، العديد من المبادرين في الحاضنة يعملون كمزودي خدمات مستقلين مع شركات من الخارج يواجهون مشاكل صعبة في استلام الأموال مقابل أتعابهم. فهنالك تقييدات خطيرة على نقل الأموال إلى غزة، إن كان عن طريق البنوك في الخارج أو بواسطة خدمات المُقاصة ونقل الأموال عبر الإنترنت، حيث تخشى البنوك ان تقوم بتحويل الأموال إلى قطاع غزة خوفًا من ان يتم اتهامهم “بتبييض الأموال” أو “دعم الإرهاب”. “كثيرًا ما نضطر للحصول على الأموال نقدًا عن طريق أشخاص عائدون من الخارج، وهو حل إشكالي جدًا وغير مريح”.
انعدام امكانية المشاركة في دورات ومؤتمرات وأنشطة التجارية
إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه المبادرين في بداية طريقهم هي انعدام امكانية المشاركة في دورات الاستكمال المهنية، والتدريبات، والمؤتمرات والمعارض التي تقام خارج قطاع غزة. عاشور، مديرة مشاريع في الحاضنة التكنولوجية، تقول أنه يعقد في كل عام مؤتمرًا في دبي لشركات تكنولوجيا المعلومات من جميع أنحاء العالم: “دعونا هذه السنة للمشاركة، لكننا لم نتمكن من السفر بسبب المعايير الضيقة التي تفرضها كل من إسرائيل ومصر، والتي تمنع تنقل العاملين في قطاع التكنولوجيا. زملاؤنا من السعودية نابوا عنا في المؤتمر”.
دون الخروج من قطاع غزة لن يتمكن أصحاب وصاحبات المصالح التجارية الصغيرة من مواكبة التجديدات في المجال، أو إيجاد فرص لتطوير المصلحة التجارية: ما هو المطلوب في السوق؟ ما هي المنتجات الجديدة المتوافرة في السوق؟ ما هي وسائل الإنتاج الجديدة التي جرى إضافتها وما هي الأدوات التي ينبغي تطويرها لجذب الزبائن؟ بريكة، صاحبة مخيطة، قالت أنه بغية مواكبة التجديدات في السوق فهي تتابع شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنشورات: “تعقد مؤسسات نسوية أحيانًا معارض للنساء من قطاع غزة من أجل مساعدتهن على شراء أدوات جديدة ودخول سوق العمل”، وتضيف “ولكن هذا لا يكفي. فطالما لم نخرج ونشاهد ما يحدث فعلًا، وطالما لم نتعرف على الأشخاص الفاعلين عن كثب ونعرف ما هي احتياجاتهم، فسوف نبقى دائمًا خطوة واحدة في الخلف”.
قبل أن تبدأ إسرائيل في تشديد الإغلاق على قطاع غزة، اعتمدت قطاعات اقتصادية رئيسية على التسويق خارج غزة، وخاصة في مجال النسيج، الأثاث، الزراعة والصناعات الغذائية. في العام 2007، وبعد سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة، أعلنت إسرائيل عن قطاع غزة “منطقة معادية” وشددت بشكل كبير التقييدات على حركة وتنقل السكان حتى درجة الإغلاق. وتم تقليص دخول البضائع إلى الحد الأدنى المطلوب لمنع وقوع كارثة إنسانية؛ وتم منع تصدير البضائع كليًا. وفقط في العام 2014، وكجزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها مع نهاية العملية العسكرية “الجرف الصامد”، بدأت إسرائيل وبشكل تدريجي بالسماح بتسويق محدود للنسيج والأثاث وبعض أنواع المنتجات الزراعية خارج قطاع غزة.
الحظر الشامل الذي تفرضه إسرائيل حتى اليوم على تصدير مختلف أنواع البضائع، بدون تفسير أو تبرير، ما زال يشكل أحد العوامل الرئيسية لشلل الاقتصاد في قطاع غزة، وانهيار العديد من المصالح التجارية وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير. سلسلة طويلة من التقييدات المشدّدة تقيّد نقل البضائع من وإلى قطاع غزة وتعيق بشكل ملحوظ كل إمكانيات التطور والنشاط الاعتيادي للمصالح التجارية الصغيرة.
تقييدات جارفة على تصدير البضائع من قطاع غزة
الغالبية الساحقة من التجار ورجال الأعمال في قطاع غزة يواجهون صعوبات كبيرة في تصدير بضائعهم. معبر كرم أبو سالم، والذي تسيطر عليه إسرائيل بشكل كامل، هو المعبر الرئيسي للبضائع من وإلى قطاع غزة. المصالح التجارية الصغيرة في غزة بحاجة ماسة إلى التبادل التجاري مع الأسواق الأكثر قربًا، في الضفة الغربية وإسرائيل، وكذلك لإمكانية تصدير البضائع إلى الخارج.
تفرض إسرائيل تقييدات كبيرة على إرسال البضائع من غزة عبر البريد، وتغلق كل إمكانية لأرسال الطرود عن طريق معبر إيرز. البضائع التي لا تملأ شاحنة كبيرة أو التي لا تتداول بأحجام كبيرة غير واردة في الحسبان، تقصي هذه السياسة بشكل جارف جميع المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة. بريكة، صاحبة مخيطة، تقول أنها تسوّق منتجات مصلحتها التجارية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وكثيرًا ما يتوجه إليها زبائن من الضفة الغربية، لكن ليس لديها أية إمكانية لإرسال المنتجات إليهم عبر البريد.
بعض أصحاب الأعمال قالوا أنهم نجحوا، في حالات نادرة، بنقل بضائع عبر حقائب يد مع أقارب أو معارف ممن حصلوا على تصريح تنقل لأغراض أخرى. أحدهم قالت: “هذه طريقة شاقة، لكنها أفضل من الاعتماد الحصري على السوق المحلية”. في إحدى المرات طلبت من تاجر نسيج أن يقوم ينقل بعض منتجاتها عن طريق معبر ايرز ، لكنه طلب 70 شاقلا عن كل قطعة، الأمر الذي ألغى تقريبًا ربحية الصفقة”.
سيدة أعمال أخرى قالت إنها حاولت في السابق نقل منتجاتها ضمن شحنة لتاجر لكن التكلفة العالية التي طلبتها ألغت الصفقة. النحال، “إحدى المشاكل الرئيسية في المجال هي مسألة الشحن. هنالك الكثير من الزبائن من خارج قطاع غزة معنيون بمنتجاتي، لكن ببساطة لا أملك طريقة لنقلها إليهم، ولا يوجد أحد يمكنني الاعتماد عليه لنقلها معه”. وتضيف سيدة اخرى أنها نجحت مرة واحدة فقط من إخراج بضاعتها خارج غزة، عندما أرسلت طردًا صغيرًا إلى السويد، لكن تكلفة الارسال كانت باهظة مما قلص هامش الربح. وتقول غادة مدلل: “الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية أفضل مما هو في غزة. فلو أتيح لنا تسويق المنتجات للضفة فسوف يتحسن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة ويفتح أمامنا فرص التطوير والنمو”.
مواد ثنائية الاستخدام
في أعقاب حادثة أسطول مرمرة عام 2010، طرأ تغيّر على السياسة المتبعة بخصوص دخول البضائع الى قطاع غزة. وقد أظهرت المعلومات التي تم الكشف عنها في أعقاب معارك قضائية متواصلة خاضتها جمعية “ﭼيشاه مسلك”، أن إسرائيل كانت تفرض تقييدات خطيرة على دخول البضائع إلى القطاع قبل أحداث المرمرة. وبعد تلك الأحداث، أعلنت إسرائيل أنها سوف تسمح بدخول جميع السلع إلى غزة باستثناء قائمة سلع تتطلب تصريحًا خاصًا لدخولها إلى قطاع غزة، وهي سلع تعرفها إسرائيل على أنها “مواد ثنائية الاستخدام”، أي مواد ذات استخدام مدني شائع، لكنها يمكن أن تُستخدم، وفق ما تزعمه إسرائيل، لأغراض عسكرية أيضًا.
قائمة المواد ثنائية الاستخدام طويلة وضبابية، وطريقة اتخاذ القرارات بشأنها غير معروفة لدى الكثيرين. المصالح التجارية الكبيرة تواجه صعوبات في إدخال مواد خام وماكينات وأجهزة، وقطع غيار وغيرها. وحظوظ المصالح التجارية الصغيرة أقل من ذلك بكثير، هذا إذا توفرت أصلًا، وفي جميع الأحوال، فإن العاملين في القطاع التجاري لا يعرفون شيئًا عن القائمة وعن إجراءات تنسيق دخول المواد التي تشملها هذه القائمة.
في السنة الأخيرة سجلت حركة تداول تجاري بحجم صغير عن طريق بوابة صلاح الدين بين مصر وقطاع غزة، ولكن إمكانية إدخال البضائع عن طريق هذا المعبر هي فقط للتجار الكبار ممن لهم علاقات تجارية راسخة مع رجال أعمال مصريين.
شادي سلامة، صاحب محل للهواتف الخليوية، يقول إنه بحاجة إلى مواد وقطع غيار لكنها ليست بمتناول اليد لأنها مصنفة من قبل إسرائيل كمواد ثنائية الاستخدام: “هنالك مواد ذات جودة عالية احتاجها للعمل لكنني لا أستطيع الحصول عليها، مثل غطاء النانو سيراميك للشاشات. كما يوجد نقص في قطع الغيار في قطاع غزة. ونحن مضطرون لترميم وتجديد قطع قائمة”. احد المشاركين في المقابلات قال أنه لم يكن يعلم بتاتًا بوجود قائمة المواد “ثنائية الاستخدام” والإجراءات المطلوبة من أجل تنسيق دخولها إلى قطاع غزة، لكنه كان يعلم بوجود بعض المواد التي يحظر إدخالها. لذلك توجه لتاجر كبير ليقوم بذلك من أجله. استمرت هذه العملية نحو شهرين وبعدها نجح بإدخال المواد، لكنها حالة نادرة. إجراءات التنسيق ما زالت مبهمة ومعقدة مما أدى إلى خلق حالة الإحباط، وتسببت لأصحاب الإمكانيات المحدودة بالتنازل المسبق وتقليص آفق تطلعاتهم.
التقييدات المفروضة على الحق الأساسي بحرية الحركة والتنقل تضر بشكل صارخ ومتواصل بالسكان الفلسطينيين الذين يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل. رغم اتفاق عناصر مختلفة من جهاز الأمن الإسرائيلي، والمجتمع الدولي والمجتمع الفلسطيني، على وجود علاقة مباشرة بين إعادة تأهيل وتنمية اقتصاد قطاع غزة والاستقرار في المنطقة، تواصل السياسة الإسرائيلية فرض المنع الجارف والتقييدات التعسفية على تنقل الأشخاص ونقل البضائع من وإلى غزة؛ وهي تراكم بذلك صعوبات كبيرة على الاقتصاد الفلسطيني وتلحق الضرر بالسكان المدنيين في قطاع غزة.
يعتمد تطوير القطاع الخاص في غزة على قدرة أصحاب المصالح التجارية، الصغيرة والكبيرة، والمبادرين من مختلف المجالات، على التنقل لغرض العمل وإقامة علاقة تجارية مع الضفة الغربية وإسرائيل والخارج. انعدام إمكانيات التنقل بغرض التجارة يلغي مسبقًا احتمالات أصحاب المصالح التجارية الصغيرة من توسيع السوق، التطور المهني، وتبادل الخبرات ومواكبة التطورات. كما تمنع التقييدات المفروضة على نقل البضائع بأحجام صغيرة والإجراءات المبهمة التي تعيق ادخال المعدات والمواد الخام والمواد المعرّفة كمواد” ثنائية الاستخدام”، تمنع إمكانية التنمية والتقدم.
من أجل تحقيق الإمكانيات الكامنة لدى المبادرون الشبان وأصحاب المصالح التجارية الصغيرة، ينبغي أولًا وقبل كل شيء إجراء تغيير جذري على السياسة الإسرائيلية.
ينبغي على جميع اللاعبين السياسيين الفاعلين في المنطقة حماية الحقوق الأساسية لسكان غزة، بغض النظر عن الصراعات السياسية القائمة بينهم، والتي غالبا ما يديرونها على أكتاف مليوني شخص من رجال، نساء وأطفال يعيشون في قطاع غزة. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها بشكل فوري بغية تمكين أصحاب المصالح التجارية الصغيرة في غزة من تحقيق الطاقات والإمكانيات الهائلة الكامنة لديهم والمساهمة في تنمية اقتصاد قطاع غزة.
توصيات:
-يجب على إسرائيل إزالة الاغلاق: إلغاء المعايير الصارمة التي تفرضها على حركة وتنقل السكان والبضائع من والى غزة.
-على اسرائيل السماح لموظفي القطاع الخاص في غزة بالتنقل لغرض التجارة والتطور المهني، واستبدال المنع الأمني الجارف الشامل بفحص أمني فردي فقط.
-يجب على إسرائيل إنشاء آليات اتخاذ قرارات بشكل شفاف ومتاح للسكان التي تؤثر هذه القرارات عليهم، مع إمكانية الاستئناف عليها.
-على إسرائيل السماح بنقل بضائع بكميات مختلفة: فتح امكانية ارسال طرود للضفة الغربية والسماح بنقل البضائع في حقائب اليد عبر معبر ايرز.