كرم أبو سالم
في السنوات الأولى بعد تشديد الإغلاق على قطاع غزة (2007-2010) أغلقت إسرائيل ثلاثة معابر بضائع إلى غزة كانت تفعّلها حتى ذلك الحين: معبر المنطار (كارني)، معبر العودة (صوفا) ومعبر ناحل عوز. منذ أكثر من عشر سنوات يشكّل معبر كرم أبو سالم معبر البضائع الرئيسي لقطاع غزة، والمعبر الوحيد مع إسرائيل. هذا المعبر الذي تم تفعيله لأول مرة في العام 2005 بهدف إدخال المساعدات الإنسانية، يشكّل حتى اليوم شريان حياة مركزي وحيوي لسكان قطاع غزة.
منذ تشديد الإغلاق على قطاع غزة بين الأعوام 2007 و- 2010، فترة أحداث أسطول الحرية “مافي مرمرة”، منعت إسرائيل دخول قائمة طويلة من البضائع المدنيّة إلى القطاع، من بينها منتجات أساسية مثل الكزبرة، ورق المرحاض، ألعاب وشوكولاتة. عمليًا، احتوت القائمة التي لم تُنشر رسميًا أبدًا فقط على البضائع التي سُمِح بدخولها إلى غزّة – بينما مُنعت كلّ البضائع الأخرى. في العام 2012، وبعد نضال قانوني مطول قامت به “چيشاه – مسلك”، كشفت وزارة الأمن عن ملف “استهلاك الغذاء في القطاع – الخطوط الحمراء” والذي يتضمن معلومات عن سياسة تقييد دخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة بين الأعوام 2007 و- 2010. خلال هذه الفترة قلّصت إسرائيل على نحو مقصود دخول مواد غذائية كثيرة إلى القطاع، وبالتالي سرّعت وعمّقت من الأزمة الاقتصادية الفادحة التي سببها الإغلاق.
لم تعد إسرائيل تفرض اليوم قيودًا على استيراد المنتجات الغذائية إلى قطاع غزة، لكنها تواصل تقييد دخول المواد التي تعتبرها “مزدوجة الاستخدام“، أو منع دخولها مطلقًا، وهي مواد خام أو معدات تستَخدَم لأغراض مدنية، ومن الممكن أن تستَخدم، من وجهة نظر إسرائيل، لأغراض عسكرية. قائمة الأغراض والمواد التي تعرفها إسرائيل انها مزدوجة الاستخدام أوسع من المعايير الدوليّة. يُدرج هذه القائمة طويلة وضبابيّة، وتتضمّن فئات واسعة مثل “المعدات الطبية“، “وسائل الاتصالات“ (بالانچليزية)، بالإضافة إلى السلع الاساسية الضرورية للصناعة، لمجال تكنولوجيا المعلومات، وقطاعي الزراعة والصيد كما للاحتياجات اليومية الأساسية. تعيق التقييدات المفروضة على دخول هذه المواد، إلى جانب المماطلة في الرد على طلبات الموافقة على دخولها للقطاع، تطور القطاع الاقتصادي والجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية المدنية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
غزّة: التسلسل الزمني للإغلاق
1947 - 2021 حرّكوا المسطرة يسارا لمشاهدة نظرة تاريخيّة عامّة
29.11.1947
إقرار خطة التّقسيم الصّادرة عن الأمم المتّحدة. قطاع غزّة يندرج ضمن حدود الدّولة الفلسطينيّة
15.04.1948
الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل ونشوب حرب 1948. خلال الحرب، الكثير من اللاجئين الفلسطينيّين من مناطق المركز والجنوب يتجمّعون في غزّة
24.02.1949
توقيع اتفاقية الهدنة مع مصر، وهي الاتفاقيّة التي تركت القطاع تحت الحكم العسكريّ المصريّ
05.06.1967
إسرائيل تحتلّ غزّة خلال حرب الأيّام الستة
01.01.1972
"تصريح الخروج العامّ" يتيح للفلسطينيّين من كلٍّ من غزّة والضفّة الدخول إلى للمناطق الإسرائيليّة والعمل فيها خلال النهار
09.12.1987
اندلاع الانتفاضة الأولى بداية في غزّة، ومن ثم امتدادها إلى الضفّة الغربيّة. سيتفشى العنف خلال السّنوات اللاّحقة وتتصاعد وتيرته
10.02.1991
إلغاء "تصريح الخروج العامّ"، وتحوّل التقييدات المفروضة على تنقل سكّان القطاع إلى تقييدات مشدّدة جدّاً
01.04.1994
توقيع اتفاقيّة القاهرة القاضية بنقل مناطق غزّة وأريحا إلى السّيطرة الفلسطينيّة
01.01.1995
إسرائيل تبني جدارًا حول غزّة
25.10.1999
فتح المعبر الآمن بين قطاع غزّة والضفّة الغربيّة
27.09.2000
اندلاع الانتفاضة الثّانية. تمّ إغلاق المعبر الآمن. فرض تقييدات مشددةٍ على الحركة والتنقل في معبر إيرز. إسرائيل تغلق مطار غزّة. منع الطلبة الجامعيون من غزة من الدراسة في الضفّة الغربيّة
11.09.2005
استكمال خطة "فك الارتباط" وخروج الجيش الإسرائيليّ من أراضي القطاع بعد 38 عاماً. فرض تقييدات على التجارة مع غزّة
15.11.2005
توقيع اتفاقيّة المعابر. تمنح الاتفاقيّة إسرائيل صلاحيّات واسعةً في مسألة تنقّل الأشخاص من غزّة وإليها
25.01.2006
حركة حماس تفوز بالأغلبيّة في انتخابات البرلمان الفلسطينيّ التي أجريت في كلَّ من غزّة والضفّة الغربيّة. بعد ذلك بثلاثة شهور، إسرائيل تحظر على العمّال من غزة الدّخول إلى أراضيها وتقتصر المرور عبر معبر إيرز على الحالات الإنسانيّة الاستثنائيّة
26.06.2006
الجنديّ چلعاد شاليط يؤسر على يد منظّمات فلسطينيّة ويتمّ احتجازه في غزّة. بعد يومين من ذلك التاريخ تبدأ عملية "أمطار الصّيف" العسكريّة، حيث يتمّ تنفيذ الاجتياح البرّي العسكري الأول تجاه غزّة بعد "فك الارتباط". وقد تمّ خلال العملية العسكرية قصف محطة توليد الطّاقة في قطاع غزّة
19.09.2007
إسرائيل تعلن عن غزّة باعتبارها "كيانا معاديا" في أعقاب سيطرة حماس على القطاع، كما وتفرض إسرائيل عليه الإغلاق. إسرائيل تتبنى معادلات حسابية لتحديد المستوى الأدنى من الغذاء المطلوب دخوله إلى غزّة من أجل تلافي وقوع أزمة إنسانيّة، وتقوم لفترة معينة بتقليص كميّة الوقود والكهرباء المباعين لغزة، كما وتقوم بتقليص مساحات الصيد لمسافة ثلاثة أميال بحريّة من شواطئ القطاع
27.12.2008
عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية. قصف محطة توليد الطّاقة مجددًا. إلحاق أضرار جسيمة بالمساكن والمباني الحكوميّة وبالبنى التحتيّة الخاصة بالكهرباء، الصرف الصحي والماء، بالإضافة إلى مقتل المئات
01.01.2009
إسرائيل تنشر إجراء إداري يحظر على الفلسطينيّين سكان غزة الانتقال إلى الضفّة الغربيّة لغرض لم الشمل
31.05.2010
سيطرة سلاح البحريّة الإسرائيلي على السفينة التركيّة مافي مرمرة تنتهي بمقتل تسعة من ناشطي الأسطول. ضغط دولي وتحقيقات في أعقاب الحادثة. إسرائيل تلغي أغلب التقييدات المفروضة على دخول المنتجات المدنيّة إلى القطاع، باستثناء الأغراض "ثنائيّة الاستخدام"، وتسمح بدخول مواد البناء للمؤسسات الدولية فحسب. بدء عمليات تصدير محدودة من غزّة إلى دول الخارج
10.07.2011
سلاح الجو الإسرائيلي يقوم بقصف نفقٍ في غزّة. على امتداد العام تتصاعد عمليات التهريب عبر الأنفاق بين سيناء وغزة بشكل مكثّف. اتّساع نطاق النّشاط في معبر رفح بشكلٍ كبيرٍ وفتحه لمعظم الوقت من أجل إتاحة مرور سكّان غزّة إلى مصر في أعقاب صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر
14.11.2012
عمليّة "عامود السحاب" العسكريّة. حيث تقوم إسرائيل في أعقاب العمليّة بتوسعة مساحة الصيد إلى ستة أميال بحريّة وتعلن عن نيتها السماح بدخول المزارعين إلى الأراضي التي تبعد حتى مئة عن من الحدود
13.10.2013
اكتشاف نفق إلى جانب كيبوتس عين هشلوشاه وضع حدًّا لفترةٍ قصيرةٍ سمحت فيها إسرائيل بدخول موادّ بناء لصالح القطاع الخاص، وقد جرى حظر دخول هذه المواد بشكلٍ تامّ. ارتفاعٌ حادٌّ في مستويات البطالة. خلال العام نفسه قامت مصر بتدمير معظم الأنفاق من سيناء وإغلاق معبر رفح لأوقات متقاربة
08.07.2014
عملية "الجرف الصامد" العسكريّة، وهي العملية الأكثر دمويةً وتدميرًا من بين العمليات العسكرية في القطاع
26.08.2014
وقف إطلاق النار ينهي العملية العسكرية. إنشاء منظومة الـ GRM ودخول موادّ بناءٍ أكثر إلى غزّة. زيادةٌ طفيفةٌ في إصدار تصاريح الزّيارات العائليّة في الضفّة. في شهر تشرين ثاني يجري إلغاء الحظر المفروض على تسويق البضائع من غزة في الضفّة الغربيّة
01.03.2015
إسرائيل تسمح بتسويق محدود للمنتجات الزراعيّة الآتية من قطاع غزّة في أراضيها لليهود الملتزمين بالسنة السبتية. تم فتح معبر رفح على مدار 32 يوما فقط، غير متواصلة، طيلة العام بأسره
29.03.2016
إسرائيل تفرض حظرًا على دخول الإسمنت للقطاع الخاص في غزّة طيلة شهرين تقريبا. وخلال العام يتمّ إلغاء آلاف تصاريح التجّار لتجار من غزة وبذلك تم منعهم من الدخول إلى كل من إسرائيل والضفّة. تصاعد حالات المنع الأمني
أيّار 2018
منذ أيّار 2018 حتى حزيران 2020، أغلقت إسرائيل 13 مرة المعابر (8 مرات معبر ايرز و5 مرات معبر كرم أبو سالم) وأوقفت دخول البضائع الحيويّة كإجراء عقابيّ. إغلاق معبر كرم أبو سالم أدّى إلى أضرار اقتصاديّة جسيمة تكبّدتها الصناعات، أصحاب المصالح، والمصانع في غزّة، والتي ترزح أصلًا تحت تقييدات الإغلاق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع
نيسان 2019
وسّعت إسرائيل المنطقة المسموحة للصيد امام جزء من شواطئ غزّة حتّى 15 ميلًا بحريًّا لأول مرة. المسافة الجديدة متاحة أمام شواطئ ضيّقة نسبيًا في جنوب القطاع. تواصل إسرائيل تقليص مساحة الصيد كإجراء عقابيّ جماعيّ. خلال عام 2019 قلصت إسرائيل مساحة الصيد تسع مرات، بأربعة منها تم فرض إغلاق بحري كامل. في الشهرين الاولين من عام 2020 (كانون ثاني وشباط) تم تغير منطقة الصيد 6 مرات، ومنع أي خروج الى البحر لمدة يومين
اذار 2020
أزمة كورونا. في خطوة تم تأطيرها كتصدي لانتشار فيروس كورونا، أوقفت إسرائيل الحركة عبر معبر إيرز باستثناء المرضى الذين غادروا لتلقي العلاج العاجل وعدد قليل من الحالات الأخرى. استمر هذا الوضع دون تغيير تقريبًا حتى صيف عام 2021.
أيار 2021
أغلقت إسرائيل معبر إيرز وكرم أبو سالم بشكل كامل خلال 11 يومًا من عدوان واسع النطاق على القطاع، ومنعت تمامًا حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع، بما في ذلك المساعدات الطبية والوقود إلى محطة الكهرباء. واستمرت في تقييد حركة المرور بشدة عبر المعابر حتى بعد شهور من التوصل إلى وقف إطلاق نار
آب 2022، أيار 2023
تضاف لظروف الحياة الصعبة في القطاع أضرار الهجوم الإسرائيلي المتكرر، الأخير بهم كان في أيار 2023. القصف الإسرائيلي منذ فرض الاغلاق قتل وجرح الاف الفلسطينيين في غزة
في الماضي كان دخول مواد البناء الأساسية إلى غزة، مثل الأسمنت والحديد، ومعظم المواد التي تعرفها إسرائيل على أنها “مزدوجة الاستخدام”، يتم حصريًا كجزء من آلية تنسيق تسمى آلية إعادة إعمار غزة (Gaza Reconstruction Mechanism – GRM). أقيمت هذه الآلية بناءً على طلب إسرائيل بعد الحرب عام 2014، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم “تسوك إيتان”، وتعمل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وتحت إشراف الأمم المتحدة. في الواقع، منحت هذه الآلية إسرائيل صلاحية اتخاذ القرار والبت في أي من خطط البناء يتم الموافقة عليها وتنفَّيذها. حتى خطط البناء التي تمت الموافقة عليها بالفعل تأخرت بشكل كبير بسبب بطء الآلية وتعقيدها.
ما بين السنوات 2015 و 2022، توقفت إسرائيل عن التعامل مع الحصى والأسمنت الرمادي والأبيض وقضبان الحديد واللفّات الفولاذية باعتبارها مواد ذات استخدام مزدوج تتطلب “تنسيقًا خاصًا“، منذ ذلك الحين صار دخولها إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم يجري بحريّة نسبيًا (باستثناء الأوقات التي تمنع فيها إسرائيل دخولها تمامًا، مثلما بعد أيار 2021).
إن القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة البضائع، وعلى رأسها القيود على المواد ثنائية الاستخدام، جارفة للغاية. الأنظمة التي طورتها إسرائيل للسيطرة على نقل المواد ثنائية الاستخدام – مثل منظومة إعادة اعمار غزة ومنظومات أخرى شبيهة، هي أنظمة مركبة ومكلفة، غير شفافة ومليئة بالبيروقراطية. في الكثير من الأحيان لا حاجة أبدًا للقيود التي تفرضها إسرائيل على العديد من المواد، فهذه القيود تخلق العراقيل ونقص في الامداد مما يؤدي إلى أضرار اقتصادية جسيمة، يعوق الترميم والبناء، يضر بالعمل السليم لأنظمة الصحة والأنظمة المدنية الأساسية ويخنق قطاعات الصناعة في غزة. سياسة إسرائيل المتعلقة بالمواد ثنائية الاستخدام تشكل انتهاكًا لالتزامات إسرائيل كقوة محتلّة بموجب القانون الدولي.
احدى الشاحنات الأولى التي خرجت من غزة للضفة الغربية بعد سبع سنوات من الحظر التام. تصوير چيشاه – مسلك
ايضًا خروج البضائع للتسويق خارج القطاع أيضا هو حاجة حيوية وأساسية للاقتصاد. حتى اليوم، تحظر إسرائيل تسويق بضائع عديدة من غزة في الضفة الغربية وإسرائيل. صحيح أن إسرائيل سمحت بتصدير بضائع معينة من غزة لخارج البلاد في سنوات ما بعد تشديد الإغلاق عام 2007، لكن منع تسويق المنتجات الزراعية من غزّة إلى الضفّة الغربيّة ظلّ على حاله لمدة سبع سنوات. فقط في أواخر العام 2014 تم إزالة الحظر الكلي لخروج البضائع من غزّة إلى الضفّة الغربيّة، والذي شكّل أحد أقسى التقييدات الاقتصاديّة التي فُرضت على غزّة منذ صيف 2007. لاحقًا تم السماح بتسويق الأثاث ومنتجات نسيج ومنتجات زراعيّة أخرى من القطاع في الضفة الغربية. وفقًا لقائمة منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية فإن المواد الزراعيّة التي يُسمح بتسويقها اليوم في الضفّة الغربيّة تتضمن: بندورة، خيار، فلفل، باذنجان، كوسى، بطاطا حلوة، توت أرضي، ملفوف، قرنبيط، تمر وجزر. البصل مدرج أيضا في القائمة لكن تسويقه إلى الضفة الغربية غير ممكن عمليًا.
خلال عام 2015، عام تبوير الأراضي وفقًا للشريعة اليهودية، سمحت إسرائيل ببيع كميات محدودة من البندورة والباذنجان من قطاع غزّة في إسرائيل، بموجب كميات محددة محدودة. في العام 2022، عام تبوير الأراضي التالي، سمحت إسرائيل بتسويق بضائع زراعية إضافية من غزة داخل أراضيها. وفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (Food and Agriculture Organization of the UN)، فإن قيمة المنتجات الزراعية التي تم تسويقها من غزة في اسرائيل، كانت الأكبر منذ العام 2000 وبلغت 9.9 مليون دولار في عام 2022. هذه زيادة بنسبة 864٪ مقارنة بقيمة المنتجات التي تم تسويقها من القطاع في اسرائيل خلال العام 2021، والتي بلغت 1.03 مليون دولار. البضائع الأخرى من غزة التي يُسمح بتسويقها في إسرائيل هي الأثاث والملابس والخردة المعدنية.
كمية وأنواع البضائع المسموح تسويقها من غزة إلى الضفة الغربية وإسرائيل بعيدة كل البعد عن تلبية متطلبات التنمية الاقتصادية في القطاع. القيود المفروضة على تسويق المنتجات الزراعية، إلى جانب الشروط والمطالب المشددة لنقل البضائع عبر معبر كرم أبو سالم، تعيق المبادرات والأعمال والتجارة وتحرم الناس من كسب الرزق. منذ تشديد الإغلاق في تموز 2007 وحتّى نهاية العام 2014، خرجت 14.7 شاحنة فقط بمعدل شهري من القطاع، أي حوالي 1% من عدد الشاحنات التي خرجت منه قبل فرض الإغلاق: معدّل 1,064 شاحنة شهريًا. خلال العام 2020 خرج من غزة 265 شاحنة بمعدل شهري، وفي العام 2021 خرجت 338 شاحنة شهريًا، وفي العام 2022 خرجت كل شهر 484 شاحنة.
مثلما هو الحال في معبر إيرز، غالبًا ما تقوم إسرائيل باستخدام سيطرتها على معبر كرم أبو سالم لغرض ممارسة الضغط على السكان، وفي أحيان كثيرة من خلال تقييد إتاحة الوصول للسلع الأساسية لفترة طويلة. إن أي إغلاق لمعبر كرم أبو سالم أو إضافة المزيد من التقييدات المفروضة على حركة البضائع عبره لا يشكل عقابًا جماعيًا محظورًا وفقًا للقانون الدولي فقط، بل يؤدي إلى عواقب إنسانية فوريّة وأضرار اقتصادية جسيمة للسكان وللصناعة في غزة.
بوابة صلاح الدين
بوابة صلاح الدين محاذية لمعبر رفح وخاضعة لسيطرة مدنيّة وأمنيّة لسلطتي حماس ومصر، في شباط 2018 بدأ دخول البضائع من مصر إلى قطاع غزّة عن طريقها. حركة البضائع عبر هذه البوابة، خاصةً الوقود ومواد البناء، أصبحت ذات أهميّة: خلال عام 2021 دخلت من بوابة صلاح الدين 1,748 شاحنة بالمعدل شهريًا، مقابل 3,167 شاحنة بالمعدل شهريًا خلال العام 2022 (ارتفاع بنسبة 80% تقريبًا).
حتى مع توسيع نطاق دخول البضائع إلى غزة من مصر، لا تشكل عمل بوابة صلاح الدين بديلًا للعمل المنتظم والجاري لمعبر كرم أبو سالم كونها قبل كل شيء لا تصل بين غزة والأسواق الأكثر أهمية لها – إسرائيل والضفة الغربية – ولا تحتوي على البنى التحتية التي تتيح نقل كل أنواع البضائع كونها أيضا بعيدة عن كافة الموانئ في المنطقة.
منذ آب 2021، يتم تصدير الخردة المعدنية من غزة إلى مصر عبر البوابة، ومنذ كانون الثاني 2022، تسمح مصر أيضًا بتصدير نفايات البطاريات. خلال العام 2021 خرجت بالمعدل من غزة 39 شاحنة بضائع كل شهر إلى مصر، وفي العام 2022 ارتفع المعدل الشهري للشاحنات الصادرة من القطاع إلى 141 شاحنة. لا يعمل معبر صلاح الدين عبر أنظمةٍ منتظمة وشفّافة، وأحيانًا كثيرة يُمنع دخول البضائع بشكلٍ شبيه للمنع الذي تطبقه إسرائيل في معبر كرم أبو سالم.